الجمعة، 5 يونيو 2020

بسم الله الرحمن الرحيم


لا يغرنكم الرزق والنصر مع المعاصي
 

عن أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان أبو عُبَيْدةَ بْنُ الجَرَّاحِ ومَعاذُ بنُ جبلٍ رضيَ اللهُ عنهُما يَتَناجَيانِ بينَهُما حديثًا ، فقُلْتُ لهُما :
أَما حَفِظْتُما في وصِيَّةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟
قال : فَجَعَلا يَتَذَاكَرَانِهِ فقالا :
(( إِنَّما بَدْءُ هذه الأُمَّةِ نُبُوَّةٌ ورحمةٌ ، ثُمَّ كَائِنٌ خِلافَةً ورَحْمَةً ، ثُمَّ كَائِنٌ مُلْكًا عَضُوضًا ، ثُمَّ كَائِنٌ عُتُوًّا (في رواية: عنوة) وجَبْرِيَّةً وفَسادًا في الأُمَّةِ (في رواية: في الأرض)، يَسْتَحِلُّونَ الخُمُورَ والفُرُوجَ، وفَسادًا في الأُمَّةِ ، يُنْصَرُونَ على ذلكَ ، ويُرْزَقُونَ حتى يَلْقَوُا اللهَ – عزَّ وجلَّ )).
حسنه الحافظ في المطالب العالية .
 
فالحديث أنه سيكون في مرحلة الجبرية والعتو (وهي هذه المرحلة في الأمة ) انتصارات وأرزاق مع ارتكاب المعاصي ..
فمع استحلالهم للخمور والفروج فسيُرزقون ويُنصرون ... فإنما ينغر بهذا الرزق والنصر.. الجاهل والمنافق ..
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ).
رواه الإمام أحمد .
 
فليس كل ما يلمع ذهبا .. ولا كل من رفع شعارا دينيا فنصره الله ورزقه هو على حق ...
إذن كيف نعرف الانتصار الحقيقي؟
عندما يتحقق في الذين نصرهم الله شروط الجندية الحقيقية لله تعالى :
 
( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون ) .
 
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم لا يغر نكم الرزق والنصر مع المعاصي   عن أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان أبو عُبَيْدةَ بْ...