أين نحن الآن على خارطة أحداث النهاية ..
((الثورات في آخر الزمان))
من المفيد أن أكتب في هذا العنوان كل فترة زمنية، حتى أؤكد على المعلومات والرؤيا التي أؤمن بها لتسلسل الأحداث ، ولكي أبشر الأخوة المتابعين والمستفسرين على الدوام .. عن قرب الفرج الالهي للأمة وإذنه برفع لفتن فسحة للناس و فرصة للتوبة والإنابة ، وكذلك للرد على المشككين والمرجفين والمنافقين ... فإلى أين وصلنا اليوم على خارطة الأحداث ؟
قال سيدنا حذيفة رضوان الله عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن:
منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار. / رواه أحمد ومسلم .
الحديث عن ثلاث فتن كبيرة لا تكاد تدع شيئا ، وفتن عابرة كرياح الصيف .. منها الصغيرة ومنها الكبيرة ..
أولا ..
أما الفتن الثلاث الكبرى التي لا تكاد تذر شيئا ..
فأظنها الثلاث التي في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهي ( الأحلاس والسراء والدهيماء ) حيث قال:
(كنا قعوداً عند رسول الله ﷺ فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها.
حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب. ثم فتنة السراء: دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون. ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع. ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل "انقضت"؛ تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً. ...) .
رواه أبو داود وأحمد والحاكم ونعيم وغيرهم.
ثانيا ..
وأما الفتن العابرة التي كرياح الصيف ، والتي منها صغار ومنها كبار .. فهذه حتى نفهمها بشكل سليم ، فمنهجنا ان نبحث عما ورد عنها او مثلها في أحاديث أخرى .. ومنها:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَكُونُ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، مَنِ اسْتَشْرَفَلَهَا اسْتَشْرَفَتْهُ . الاجري في الشريعة .
إذا،، هذه الفتن يكون الناس فيها على درجات بين: القاعد والقائم والماشي والمستشرف لها .. (يعني اللي بدو يبين نفسو فيها).. وهذا الأخير سيكون ضحية .. فإما سيكون سجينا أو قتيلا أو في حالات أخرى مأجورا أو مرتزقا ..
إذا ..
الواجب فيها عدم الانضمام إليها ولا الظهور فيها كبطل .. لأن هذه الفتن عادة ما يهلك فيها:
كل شجاع بطل ، وكل راكب موضع، وكل خطيب مصقع .
والفتن عموما .. إما أن تكون فتن شهوات كفتنة المال او النساء ..الخ، او فتن شبهات كفتن الخوض في المتشابه وما شاكل ... وإما فتن القتال أو (قتال الفتنة) وهو ما نسميه اليوم بالحروب الأهلية، او الثورات ..
إذا ..
الحديث هنا عن النوع الأخير من الفتن .. فتن القتال.. وهذا يتطابق ويتوافق من حيث الصفات والزمان .. مع الفتنة التي في حديث ابن عمر وهي (فتنة الأحلاس، لأن من صفاتها الهروب والحرابة اي قطع الطرق والفوضى ) .
اذا ..
هي من الفتن التي تمر كرياح الصيف .. ولكن من ضمن فتنة الأحلاس ..
ولو نظرنا الى الواقع .. لوجدنا كيف المتآمرون على ثورات الشعوب العربية من بعض الحكام العرب ومن صهاينة الشرق والغرب .. فحولوها الى فتن وحروب داخلية باستغلالهم لضعاف النفوس والجهلة والمرتزقة ..
وكذلك لو نظرنا الى تلك الثورات وما حدث فيها من تحوير واستثمار غربي لها .. لوجدناها تحمل ذات الصفات المذكورة في الاحاديث من حيث انها كرياح صيف ، فها هي الثورات تظهر في ايران ثم تتراجع ثم تعود وهكذا ..
وتظهر في العراق ثم تزول ثم تعود .. وهكذا
وكذلك في ليبيا ولبنان واليمن وسوريا ومصر والمغرب العربي وتركيا ... بل وفي كثير من اقطار الارض كفرنسا وهولندا وايطاليا وهونغ كونغ .... الخ
وهذا يذكرنا (من حيث جميع الصفات السابقة) يذكرنا بحديث :
( يفتح على الأرض فتن #كصياصي البقر ) . الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وحديث:
(يابن حوالة: كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟ )./ رواه أحمد.
وحديث حذيفة رضي الله عنه قَالَ :
(إِنَّهَا فِتَنٌ قَدْ أَظَلَّتْ كَجِبَاهِ الْبَقَرِ يَهْلِكُ فِيهَا أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهَا قَبْلَ ذَلِكَ). رواه ابن ابي شيبة بإسناد صحيح .
وحديث:
(تكون فتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا تأتيكم مشتبهة كوجوه البقر لا تدرون أيها من أي ).
الخلاصة ،،
نحن في زمن فتن الثورات التي تشبه قرون البقر، يتناطح فيها الناس كر وفر مع جيوش بلادهم ، ثورات تثور وتهدأ كرياح الصيف، يهلك فيها كل من استشرف لها ... استثمرها زعران الشرق والغرب .. حتى اصبحت من الجيل الرابع للحروب .
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(تَتَقَارَبُ الْفِتَنُ ، وَلَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا مَنْ كَرِهَهَا ، وَلَمْ يَأْخُذِ الْمَالَ ، فَإِنْ أَخَذَ الْمَالَ فَهُوَ شَرِيكُهُمْ فِي الدِّمَاءِ وَغَيْرِهَا ).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ :
قَدْ ذَكَرْتُ هَذَا الْبَابَ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ هَاهُنَا طَرَفًا مِنْهَا ؛ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ الْعَاقِلُ يَحْتَاطُ لِدِينِهِ ، فَإِنَّ الْفِتَنَ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ ، وَقَدْ مَضَى مِنْهَا فِتَنٌ عَظِيمَةٌ ، نَجَا مِنْهَا أَقْوَامٌ ، وَهَلَكَ فِيهَا أَقْوَامٌ بِاتِّبَاعِهِمُ الْهَوَى ، وَإِيَثَارِهِمْ لِلدُّنْيَا ، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا فَتْحَ لَهُ بَابَ الدُّعَاءِ ، وَالْتَجَأَ إِلَى مَوْلَاهُ الْكَرِيمِ ، وَخَافَ عَلَى دِينِهِ ، وَحَفِظَ لِسَانَهُ ، وَعَرَفَ زَمَانَهُ ، وَلَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْوَاضِحَةَ السَّوَادَ الْأَعْظَمَ ، وَلَمْ يَتَلَوَّنْ فِي دِينِهِ ، وَعَبَدَ رَبَّهُ تَعَالَى ، فَتَرَكَ الْخَوْضَ فِي الْفِتْنَةِ ، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ يَفْتَضِحُ عِنْدَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ مُحَذِّرٌ أُمَّتَهُ الْفِتَنَ ؟ قَالَ :
( يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا) .
..........
......
...